الرئيسية » » شاب من غزة حُرم من والدته 17 عاماً .. وبعد ان اكتشف أنها على قيد الحياة حُرم منها مرة أخرى ! .. تفاصيل صادمة

شاب من غزة حُرم من والدته 17 عاماً .. وبعد ان اكتشف أنها على قيد الحياة حُرم منها مرة أخرى ! .. تفاصيل صادمة

Written By Suliman Abu Salama on الاثنين، 21 أكتوبر 2013 | 10:35 م




حكاية أشبه بالمسلسلات التلفزيونية .. بالصور : شاب من غزة حُرم من والدته 17 عاماً .. وبعد ان اكتشف أنها على قيد الحياة حُرم منها مرة أخرى ! .. تفاصيل صادمة
مراسل دنيا الوطن مع فادي


................................................................................................



حكايةُ  ليست  مقتبسة من مسلسل أو فيلم سينمائي ،بل هي قصة شاب فلسطيني غزّي عاشها  بكل تفاصيلها الحزينة ، حرمان - لوعة - فراق ولقاء- -أمل ونداء .

سيناريو القصة المذكورة يصلح كبذرة لقصة عاشها الشاب واقعاً لـ 17 عاماً كاملة .. دنيا الوطن تتبعت أطراف الحكاية , قابلت الشاب فانهمر بالبكاء وسرد تفاصيل قصته المأساوية , في لحظات كثيرة من إعداد التقرير تخيّلنا أننا في برنامج "كاميرا خفية" أو مع مؤلّف يُتقن الحبكة التراجيدية بكل تفاصيلها .. لكن ما سمعناه ورأيناه فتأكدنا منه .. كان واقعاً لا خيالاً ...

من يستمع لهذه القصة أو يقرأ تفاصيلها بدقة يُصبح علي يقين تام أن غزة ذات البقعة الجغرافية الصغيرة التى لآتتعدي مساحتها 360 كيلو متر يسكنها الحزن والألم فخلف جدران منازلها تكمن الأسرار والحكايات المحزنة والغامضة .. تسكن  داخل قلوب أصحابها ... فمن فقد والده أو والدته لا يبقى له سوى ذكرياتهم وبصماتهم المطبوعة علي جدران منزله ، ومن فقد شخص عزيز عليه يترحم علي أيامه كلما ذكر .. لكن أن يعيش الإنسان فى حكاية أشبه بكذبة سوداء تُغير مسار حياته للأسوأ فتأتى الرياح بما لاتشتهى السفن وتبقي الحكاية  راسخة فى عقول وقلوب أصحابها كرسوخ الصخر وسط ضربات الموج ...

بداية الحكاية :
الشاب "فادي" يبلغ من العمر 21 عاماً حُرم من رؤية والدته وهو لم يتجاوز السنتين من عُمره حين إنفصل والده عن والدته  في قطر فى عام 1996م  , بعدها تركته أمه وغادرت قطر الى قطاع غزة وظل فادي برفقة والده هُناك ثم عاد الي غزة بعد أشهر قليلة ..  اختفت أثار "أم فادي" وقيل أنها تزوجت وسط قطاع غزة، وبعد فترة من الزمن تزوج والد فادي من إمرأة غزّية أنجب منها عدة أبناء وعاش فادي بين اخوته دون أن يعلم أن من يسكن معها هي زوجة والده وأشقائه من والده .

عاش فادي معهم 17 عاما  في نفس المنزل دون أن يعلم أن والدته ليست "والدته" بل هي زوجة أبيه  .

تطوّرات أدّت لكشف الحقيقة 
في السن القانونية لاستخراج هويته , لاحظ فادي أنّ اسم والدته فيها يختلف عن اسم والدته الذي يعرفه "لم يكن يعرف بعد انها زوجة أبيه" , لم يكترث فادي بالأمر كثيراً معتقداً أن هذا شيء عادي "فبعض الاسماء العلنية في غزة غير تلك التي تُسجّل في الاوراق الرسمية"

قبل عيد الأضحي في العام الماضي حدث شجار بين فادي ووالدته" زوجة أبيه" فى المنزل  أحدث حالة من الإحتقان والعصبية بينهما , مما دفع زوجة والده لأن تبوح له بالسر بكلمة  قاسية وصادمة جداً حين قالت له بحسب ما روى " روح دور علي إمك انا مش إمك " ..

صمت فادي قليلاً وهو يتحدث إلينا وغرق فى دموعه  من هول الموقف وصدمته ، ليكمل فادي قوله " سألتها : من إنتي؟ ومن تكونين ؟ قالت : أنا لست أمك , انا زوجة والدك  وهؤلاء أشقائك من والدك"

وهنا حاول "فادي استيعاب الموقف ولكن  الصدمة الحادة جعلته يتذكر إسم والدته الموجود فى شهادة الميلاد وفي بطاقة الهوية  الذى إختلف عن الواقع وبدأ يتدارك الموقف .. يضيف " إنتظرت لحين عودة والدي للمنزل  وسألته عن أمي ومن تكون هذه السيدة ؟  فأجاب والده " نعم هذه ليست والدتك هذه  تزوجتها بعد أن إنقطعت بوالدتك التى لم تسأل عنك بعد إنفصالنا ."

والدته .. في ذمة الله !

واصل فادي حديثه " حين سألت والدي عن مصير والدتى وأين هي وكيف يمكن لي أن أجدها ؟ كانت الإجابة دوماً أنها  توفيت منذ  زمن .

 فبدأ  " فادي " بالإلحاح على عمته للإفصاح عن سر والدته وماذا حدث لها بالضبط ؟ فكانت الإجابة أن والدته قد طُلقت وتوفيت بعدها بفترة ! . 

زوج عمته .. والسر الكبير 
ويروي فادي الموقف الذي وضعه على طريق الحقيقة :" فجأة وأنا جالس مع "عمتى" إنفجر زوجها وقال لها بصوت عالي :-قولوا له السر ،لماذا لا تقولون له ان والدته لم تتوفي وأنها متزوجة في غزة !، لماذا تخفون عنه كل هذا ؟ يجب أن يعرف كل كبيرة وصغيرة -".

بدأت البراكين تتفجر فى أفكار " فادي " بعد هذه الصدمة الجديدة  وواصل حديثه بحزن :" بالفعل زوج عمتي أقنع عمتي بأن يوصلوني لآمي دون علم والدي ولكن بحذر وذهبنا لـ "عم  أمي " لنطلب أي وسيلة إتصال بها أو نراها علي أقل تقدير فكانت الإجابة " أن والدته لم تزرهم منذ زمن "لاسباب تتحفظ عليها دنيا الوطن" وأن أخبارها مغيبة منذ فترة ولا توجد وسيلة إتصال بها" .

 بطريقة ما حصل فادي على عنوان زوج والدته  الذي تقيم معه في احدى المناطق بقطاع غزة , يقول "توجهت أنا  وأصدقاء لي الى المنزل  دون أن يعرف أنني إبنها  وبمجرد أننا سألناه عن إبن زوجته " فادي " فطردنا من المنزل مباشرة ..في هذه اللحظة لم أتمالك  أعصابي"والحديث لفادي"  فقمت بالدخول الى المنزل بقوة وأنا أصرخ بصوت عالي ( أنا فادي بدي إمي ، أنا فادي بدي إمي ) ولكن أبناؤه أخرجوني من المنزل وعُدت لمنزل بقهري لانني لم أري والدتي التي كانت تبعد عني أمتاراً قليلة ..

اتصال , وجواب قاسبعد معرفة فادي مكان اقامة والدته , ومعرفة والدته بأن ابنها عرف الحقيقة .. توجهت إلى "عمّها" وطلبت منه لقاء ابنها فرفض عمها ..

عمتي .. زوج عمتي : عدت وحيداً 
يواصل " فادي " حديثه لدنيا الوطن ويقول " أن عم والدتي رفض أن تقابلني أمي وهذا ما لاحظناه منه خلال مقابلتنا له فى منزله انا وعمتي وزوجها ، وبعدها بأيام رفضت عمتي وزوجها أن يكملوا الطريق معي وإنسحبوا بهدوء  وقالوا لي إذهب وإبحث عنها ."

العلامة الدالة
يواصل الشاب فادي حديثه لدنيا الوطن "أخبرني والدي بأن والدتك عندما تراك ستعرفك من بين ألف شخص لآنها قامت بكي "كتفك" بجمرة مشتعلة , كي تبقى حتي الى أبعد مدي .

وبالفعل يواصل فادي حديثه بأن لآزالت هناك علامة بين كتفى ورقبتي كنت أتسائل عن هذه العلامة التى لم أجد لها توصيف فوالدي أخبرني أن أمي قامت بصنعها لكي تستطيع أن تميزني في المستقبل .

الاتصال السعيد ..
في رابع يوم من عيد الأضحي في العام الماضي رنَ هاتف "فادي"  فإذ بصوتٍ إمرأة تتحدث وتسأله :" كيف حالك يا فادي ؟ أنت كويس ؟ .... ) فرد نعم أنا بخير من؟ فقالت له أنا والدتك يافادي أنا أمك" .

يصف فادي تلك اللحظة بكل تفاصيلها فلم يتمالك مشاعره وذرف دموع اتلفرح والقهر معاً .. يقول : "لم أعلم أن كمية الحنان الذي أحتاجه موجود فى صوتها لم أشعر أن الأمومة كلها حُرمت منها علي مدار حياتي  ، فحين يأتي العيد لم أكن أقبل يديها ولا رأسها ولا أحضنها كباقى الأبناء فزوجة والدي كانت  تصُّدني دوما عندما كنت أقترب منها  ولم أعرف الأسباب حينها  .  

يكمل فادي قصته : "بدأت أتواصل مع والدتي الحقيقية عبر الهاتف وطلبت صورتي  فأرسلتها  لها ,  لم تُصدق أنني " فادي " فهي تنتظر لحظة ما لتتأكد تماماً أنني  ابنها  فبدأت الإتصالات اليومية  تتوالي يوماً بعد يوم ، مضى ثلاثون يوماً من الإتصالات فذهبت " لأعمامها " لتطلب أن تراني ولكن أعمامها جميعهم  رفضوا ذلك فالجميع وقف فى طريقنا  ولم تعُد هناك طريقة  لأراها , وفي نفس اليوم الذى ذهبت به إلي أعمامها بغزة إتصلت بي وقالت أنها تريد أن تراني اليوم  بعد أن رفض الجميع مساعدتها،  وبالفعل عندما عادت من منزل عمها  في طريقها لمنزل زوجها توقفت السيارة أمام إحدي المطاعم  وإتصلت بي وطلبت منى أن أحضر فوراً ، فوصلت المكان فى غضون دقائق معدودة  فعندما رأيتها  سألتنى من بعد أمتار ( أنت فادي ؟ فأجبتها وأنا أبكي .. نعم أنا فادي ) فأسرعت بإتجاهي وحضنتني بقوة  مما تسبب فى فقدانها الوعي فنقلناها عبر سيارة أسعاف الى مستشفي الشفاء بغزة ولكن الغريب فى ذلك أنها لازالت تمسك يداي بقوة  فى سيارة الأسعاف وفى المستشفى وبعد نصف ساعة عادت الى الوعي ونظرت إلي  قامت بالبحث عن شىء ما فى رقبتي  وعندما شاهدت العلامة التى صنعتها بقطعة الجمر بكت بكاء شديد فى المستشفى وحضنتني بقوة ودعت الله في  هذه اللحظات التي لم تتوقعها.

يضيف: "بعدها إنتقلنا لمكان عام بغزة وجلست بجوارها لمدة ساعة تطمئن بها علي وتحدثت إلي وغادرت لآن زوجها إتصل بها ،ومنذ ذلك الحين لم أرها إلى اليوم .. وقد مضى على ذلك حوالي عام ..

مناشدة :
وناشد "فادي" في ختام حديثه لدنيا الوطن جميع  لجان الإصلاح وجميع الضمائر الحية  و المسؤولين  فى  المجلس  التشريعي  للعمل على حل مشكلته والسماح له برؤية والدته ولو لمرة واحدة فى الشهر ..

ملاحظة :
لم يتسنّ لمراسلنا التواصل مع أي من الشخصيات التي وردت في حكاية "فادي" نظراً لحساسية الموضوع .








فادي وهو طفل